تُعد الزكاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وفرضًا دينيًا يجب على كل مسلم تتوافر فيه شروط الوجوب أن يؤديه عن أمواله. ومع توسع الأعمال التجارية وتنوع أنواع المؤسسات، لم تعد الزكاة تقتصر على الأفراد فقط، بل أصبح من الواجب على المؤسسات والشركات – خاصة في المملكة العربية السعودية – أن تحسب زكاتها وتقدّمها للجهات المختصة، وبشكل منظم ومتقن كيفية حساب الزكاة والدخل للمؤسسات.
ومن هذا المنطلق، أنشأت المملكة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لتنظيم عملية جمع الزكاة والضرائب، وتسهيل الالتزام بها، وضمان عدالة التطبيق بين جميع المؤسسات وفقًا لنظام واضح وشفاف.
أولًا: الفرق بين الزكاة والضريبة
في البداية، من الضروري فهم الفرق الجوهري بين الزكاة والضريبة، لأن كل واحدة منهما تخضع لقوانين وأحكام مختلفة، رغم أنهما تشتركان في كونهما التزامًا ماليًا على الكيان التجاري.
● الزكاة
الزكاة هي فريضة شرعية أوجبها الله تعالى في أموال المسلمين، وهي تطهّر المال وتنمّيه، وتُصرف في مصارف الزكاة الشرعية الثمانية المذكورة في القرآن، مثل الفقراء والمساكين وابن السبيل. تُحسب الزكاة بنسبة 2.5% من “وعاء الزكاة”، أي صافي الأموال القابلة للنماء بعد خصم الديون قصيرة الأجل.
● الضريبة
أما الضريبة، فهي التزام نظامي تفرضه الدولة على الأفراد والشركات بغرض تمويل الميزانية العامة وتوفير الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية. تختلف نسبة الضريبة من نوع إلى آخر، مثل ضريبة الدخل، أو القيمة المضافة، أو الاستقطاع، ويتم تحديدها وفقًا للقوانين واللوائح المالية.
📝 الخلاصة:
الزكاة فريضة دينية، أما الضريبة فهي إلزام قانوني.
الزكاة تُصرف لمستحقيها من الفئات الشرعية، أما الضريبة فتُستخدم في الإنفاق الحكومي العام.
ثانيًا: من تجب عليه الزكاة من المؤسسات؟
ليس كل كيان تجاري ملزم بدفع الزكاة؛ بل هناك شروط ومعايير تحدد ما إذا كانت المؤسسة مطالبة بدفع الزكاة أم لا، وذلك لضمان عدالة التطبيق وتوافقه مع أحكام الشريعة.
● الملكية
يجب أن تكون المؤسسة مملوكة كليًا أو جزئيًا لمواطنين سعوديين أو خليجيين مسلمين. فإذا كانت المؤسسة أجنبية بالكامل، فإنها لا تدفع زكاة بل تخضع فقط للضريبة. أما إذا كان فيها شريك سعودي، فتدفع الزكاة على الجزء المملوك للمواطن، وتُحسب الضريبة على الحصة الأجنبية فقط. ويُراعى هذا التفصيل بدقة عند إعداد الإقرارات المالية.
● قابلية الأموال للنماء
يشترط أن تكون الأموال التي تملكها المؤسسة قابلة للنمو والتداول، مثل البضاعة، النقد، الحسابات المدينة، والاستثمارات. فالأموال الراكدة أو الأصول الثابتة مثل المباني والسيارات لا تدخل ضمن وعاء الزكاة إلا إذا كانت معدة للبيع. ويُقصد بالنماء أن تكون الأموال قيد التشغيل أو الاستثمار لتحقيق ربح.
● النصاب الشرعي
وهو الحد الأدنى للمال الذي تُجب عليه الزكاة. يُعادل النصاب قيمة 85 جرامًا من الذهب الخالص، ويختلف سعره يوميًا حسب السوق. إذا كان صافي أموال المؤسسة يساوي أو يزيد عن هذا المقدار، تُحتسب الزكاة. ويُستحسن الرجوع إلى أسعار الذهب في يوم الجرد لتحديد النصاب بدقة.
● مضي الحول
لا بد أن يمر عام قمري كامل على المال قبل أن تجب فيه الزكاة. ويبدأ احتساب الحول من اليوم الذي بلغ فيه المال النصاب، وليس من بداية السنة المالية بالضرورة. ويجب تتبع تاريخ بلوغ النصاب لضمان دقة الاستحقاق.
ثالثًا: خطوات حساب الزكاة للمؤسسات بالتفصيل
حساب الزكاة والدخل للمؤسسات بطريقة صحيحة وموافقة للشرع والنظام، تمر العملية بعدة مراحل دقيقة. كل مرحلة تعتمد على فهم سليم لطبيعة أموال المؤسسة والتزاماتها، لضمان إخراج الزكاة كما أمر الشرع ووفق ما تنظمه هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
✅ الخطوة 1: حصر الموجودات الزكوية
المقصود هنا هو تحديد الأصول التي تمتلكها المؤسسة ويُتوقع منها نماء وربح. وهي تشمل:
النقدية: سواء كانت في الحسابات البنكية، في الخزينة، أو أي أرصدة نقدية متاحة.
الحسابات المدينة: مثل مستحقات المؤسسة لدى العملاء، أو السلف التي يُتوقع استردادها قريبًا.
المخزون التجاري: ويشمل السلع الجاهزة للبيع، والمواد الخام أو نصف المصنعة الداخلة في دورة الإنتاج.
الاستثمارات قصيرة الأجل: مثل الأسهم والسندات التي يمكن تصفيتها خلال أقل من عام.
🚫 ملاحظة: لا تُدرج الأصول الثابتة مثل العقارات، الآلات، والمعدات ضمن وعاء الزكاة إلا إذا كانت معدّة للبيع، لأنها تُعد أموالًا غير نامية في الأصل.
✅ الخطوة 2: خصم الخصوم الجارية
بعد تحديد الموجودات الزكوية، يتم خصم الالتزامات قصيرة الأجل المترتبة على المؤسسة، أي الديون التي يجب سدادها خلال أقل من سنة. وتشمل:
مستحقات الموردين: مثل الفواتير المفتوحة أو الالتزامات الناتجة عن شراء بضائع أو خدمات.
الرواتب المستحقة: التي لم تُدفع للموظفين حتى تاريخ الجرد الزكوي.
الضرائب الحكومية: مثل ضريبة القيمة المضافة، إذا كانت المؤسسة مدينة بها ولم تُسدَّد بعد.
القروض قصيرة الأجل: أي تمويلات يجب سدادها خلال نفس السنة المالية أو القمرية.
🔹 الهدف من هذا الخصم هو الوصول إلى صافي المال القابل للزكاة، بعد إزالة الالتزامات الفعلية التي تقلل من السيولة المتاحة.
✅ الخطوة 3: حساب وعاء الزكاة
وعاء الزكاة هو صافي الأموال الزكوية بعد خصم الالتزامات الجارية. الصيغة البسيطة هي:
📌 وعاء الزكاة = الموجودات الزكوية – الخصوم الجارية
🧮 مثال توضيحي:
الموجودات الزكوية = 800,000 ريال
الخصوم الجارية = 300,000 ريال
وعاء الزكاة = 800,000 – 300,000 = 500,000 ريال
هذا هو المبلغ الذي يجب أن تُحسب الزكاة عليه.
✅ الخطوة 4: احتساب قيمة الزكاة
النسبة الشرعية المفروضة على وعاء الزكاة هي 2.5% (ربع العشر). وتُحسب كالآتي:
📌 قيمة الزكاة = وعاء الزكاة × 2.5%
🧮 مثال:
وعاء الزكاة = 500,000 ريال
الزكاة المستحقة = 500,000 × 0.025 = 12,500 ريال
هذا هو المبلغ الذي يجب على المؤسسة دفعه كزكاة عن سنتها المالية.
رابعًا: طريقة تقديم الإقرار الزكوي عبر هيئة الزكاة والضريبة والجمارك
تقديم الإقرار الزكوي هو خطوة رسمية إلزامية تضمن التزام المؤسسة بأحكام الشريعة والأنظمة المالية في المملكة. ويتطلب اتباع إجراءات محددة عبر البوابة الرقمية للهيئة لضمان قبول الإقرار وتفادي العقوبات. وفيما يلي شرح موسّع لكل مرحلة:
● التسجيل في البوابة الإلكترونية
أول خطوة لتتمكن المؤسسة من تقديم الإقرار الزكوي هي أن تكون مسجلة رسميًا في البوابة الإلكترونية لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك:
🔗 zatca.gov.sa
يتطلب التسجيل إدخال معلومات المؤسسة بدقة مثل السجل التجاري، رقم الهوية الوطنية أو رقم المنشأة، وبيانات التواصل الرسمية. وبدون هذا التسجيل، لا يمكن الوصول إلى خدمات الإقرار، السداد، أو متابعة الملاحظات من الهيئة.
✅ نصيحة: يجب تحديث البيانات باستمرار لضمان استلام الإشعارات والمراسلات من الهيئة في وقتها.
● إعداد القوائم المالية
قبل البدء في تعبئة الإقرار، لا بد من إعداد القوائم المالية السنوية للمؤسسة بشكل دقيق وموثوق. ويشمل ذلك:
قائمة الدخل (الإيرادات والمصروفات)
قائمة المركز المالي (الأصول والخصوم)
قائمة التدفقات النقدية (اختياري حسب حجم المنشأة)
يفضل استخدام نظام محاسبي إلكتروني معتمد لتجنب الأخطاء، وتسهيل عمليات التحليل والمراجعة، وضمان التوافق مع متطلبات الهيئة. كما يُنصح بمراجعة البيانات من قبل محاسب قانوني أو مستشار زكوي لضمان دقتها.
● تعبئة نموذج الإقرار الزكوي
بعد تسجيل الدخول إلى المنصة، يتوجه المكلف إلى “لوحة التحكم” الخاصة به، حيث يُتاح له نموذج الإقرار الزكوي السنوي.
يحتوي النموذج على خانات تشمل:
بيانات الإيرادات والأرباح
تفاصيل الموجودات الزكوية والخصوم
تاريخ بدء وانتهاء السنة المالية
معلومات عن الشركاء إن وُجدوا
يجب تعبئة كل بند بدقة وشفافية، لأن الإقرار يُعد وثيقة رسمية تخضع للتحقق والمراجعة.
● مراجعة البيانات
قبل إرسال الإقرار، ينبغي مراجعة جميع البيانات المُدخلة بدقة متناهية، خاصةً:
الأرقام الخاصة بالإيرادات والأصول
مدى توافق الموجودات الزكوية مع الحسابات الفعلية
التأكد من عدم تكرار أو إغفال أي بيانات مهمة
أي خطأ في الإقرار قد يؤدي إلى غرامات مالية، تأخير في معالجة الإقرار، أو طلبات توضيحية من الهيئة، مما يسبب ضغطًا إداريًا وتكاليف إضافية على المؤسسة.
✅ نصيحة: يُفضّل الاحتفاظ بنسخة احتياطية من الإقرار قبل الإرسال للرجوع إليها في حال الحاجة.
● إرسال الإقرار وسداد الزكاة
بعد التأكد من صحة جميع البيانات، يتم إرسال الإقرار إلكترونيًا مباشرة عبر المنصة. فور الإرسال، تُحتسب الزكاة المستحقة تلقائيًا بناءً على البيانات، وتُظهر المنصة رقم الفاتورة والمبلغ المطلوب سداده.
يتم السداد عبر نظام “سداد” أو أي من قنوات الدفع المعتمدة. ويجب الاحتفاظ بإثبات الدفع ضمن سجلات المؤسسة، فقد يُطلب لاحقًا أثناء التدقيق أو الفحص الزكوي.
🕒 مهلة التقديم
ينبغي تقديم الإقرار الزكوي خلال 120 يومًا من نهاية السنة المالية للمؤسسة. أي تأخير بعد هذه المهلة يُعرض المؤسسة لعقوبات وغرامات قد تصل إلى نسبة من الزكاة المستحقة أو مبالغ إضافية حسب اللوائح.
⏳ مثال: إذا انتهت السنة المالية في 31 ديسمبر، يجب تقديم الإقرار قبل 30 أبريل من العام التالي.
خامسًا: نصائح هامة لتجنب الأخطاء
لتفادي الملاحظات والغرامات وتحقيق الالتزام الكامل عند تقديم الإقرار الزكوي، إليك مجموعة من النصائح العملية التي تساعد على تحسين دقة الأداء , حساب الزكاة والدخل للمؤسسات:
📊 احتفظ بسجلات محاسبية دقيقة ومحدثة باستمرار
السجلات الدقيقة تُعد العمود الفقري لأي عملية زكوية صحيحة، حيث تُستخدم لحصر الأصول والخصوم بدقة، وتُسهّل التحقق من صحة المعلومات في حال تم طلب مراجعة أو فحص من قبل الهيئة. ويجب أرشفة هذه السجلات بطريقة منظمة يسهل الرجوع إليها عند الحاجة.
🧮 استخدم برامج محاسبية موثوقة
البرامج المحاسبية تساعد في تتبع الحركات المالية لحظة بلحظة، وتوفّر تقارير جاهزة يمكن استخدامها مباشرة في تعبئة نموذج الإقرار. كما أنها تقلل من احتمالية الأخطاء اليدوية، وتوفّر أدوات لحساب الزكاة تلقائيًا عند إدخال البيانات بشكل صحيح.
⚖️ استشر محاسب قانوني مختص في الزكاة والضرائب
الأنظمة الزكوية تتطلب فهمًا دقيقًا للضوابط الشرعية والمحاسبية، وقد تختلف تفاصيل التطبيق من نشاط إلى آخر. وجود خبير مختص يضمن تفسير البنود بشكل صحيح، ومساعدتك في التعامل مع أي استفسار من الهيئة أو تصحيح الإقرارات في حال حدوث خطأ.
🧾 تابع اللوائح الجديدة الصادرة عن هيئة الزكاة بشكل دوري
الهيئة تقوم بشكل مستمر بتحديث الأنظمة والتعليمات المتعلقة بالزكاة والضرائب. متابعة هذه التحديثات يُجنّب الوقوع في المخالفات غير المقصودة، ويساعد في ضبط الإجراءات الداخلية وفقًا لأحدث المتطلبات الرسمية.
❓ الأسئلة الشائعة حول حساب الزكاة والدخل للمؤسسات
1. هل الزكاة تُحسب على الأرباح فقط؟
لا، الزكاة لا تُحسب على الأرباح فقط.
بل تُحسب على وعاء الزكاة، وهو يشمل الأصول الزكوية التي تمتلكها المؤسسة (مثل النقد، البضائع، الديون المستحقة) بعد خصم الالتزامات القصيرة الأجل. حتى المؤسسات التي لم تحقق أرباحًا محاسبية قد تكون مطالبة بدفع الزكاة إذا كان لديها أصول زكوية بلغت النصاب الشرعي.
2. هل تشمل الزكاة المباني والعقارات التي تملكها المؤسسة؟
تُزكّى فقط إذا كانت معدّة للبيع أو للاستثمار قصير الأجل.
المباني والأراضي والأصول الثابتة التي تُستخدم في تشغيل النشاط التجاري لا تُدرج في وعاء الزكاة. لكن إذا كانت العقارات أو الأراضي مملوكة بغرض بيعها أو المضاربة العقارية، فتدخل ضمن الموجودات الزكوية وتُزكّى بقيمتها السوقية العادلة في نهاية الحول.
3. كيف أتعامل مع الديون المستحقة لي والتي لم تُحصّل بعد؟
الديون تُزكّى إذا كانت مرجّحة التحصيل.
الديون الجيدة (التي يتوقع تحصيلها خلال فترة قصيرة) تُحتسب ضمن وعاء الزكاة.
أما الديون المتعثرة أو المشكوك في تحصيلها، فيمكن استبعادها مؤقتًا مع توثيق ذلك، على أن تُزكّى عند تحصيلها.
4. ما الفرق بين وعاء الزكاة وصافي الربح المحاسبي؟
وعاء الزكاة هو إجمالي الموجودات الزكوية القابلة للنماء ناقص الالتزامات الجارية.
أما صافي الربح فهو الفرق بين الإيرادات والمصاريف في الفترة المحاسبية.
قد تكون هناك فروقات كبيرة بين الاثنين، ولذلك لا يُعتمد الربح المحاسبي كأساس حساب الزكاة والدخل للمؤسسات.
5. ماذا يحدث إذا لم تُقدّم المؤسسة الإقرار الزكوي في الموعد المحدد؟
تترتب على ذلك عدة عواقب نظامية، منها:
فرض غرامات مالية تأخير أو عدم تقديم.
إصدار تقديرات زكوية تلقائية من قبل الهيئة، غالبًا تكون أعلى من المستحق الحقيقي.
إمكانية إيقاف بعض الخدمات الحكومية عن المنشأة.
لذلك من الضروري تقديم الإقرار الزكوي خلال 120 يومًا من نهاية السنة المالية.
6. هل تُحسب الزكاة بناءً على السنة الهجرية أم الميلادية؟
السنة الهجرية هي المعتمدة شرعًا في حساب الزكاة.
لكن بما أن معظم الشركات تُعد قوائمها المالية على أساس السنة الميلادية، فيتم تعديل النسبة لتتناسب مع السنة الميلادية (2.577%)، أو حساب الزكاة على السنة الهجرية إذا أمكن.
7. هل المؤسسات غير الربحية مطالبة بدفع الزكاة؟
يعتمد الأمر على طبيعة نشاط المؤسسة ومصدر تمويلها.
إذا كانت مؤسسة غير ربحية بالكامل ولا تهدف إلى تحقيق دخل، وتعمل في العمل الخيري أو الإغاثي، فقد تُعفى من الزكاة بعد تقديم طلب رسمي وإثبات الوضع للهيئة.
أما إذا كانت تُمارس نشاطًا تجاريًا يدر دخلًا، فغالبًا ما تكون مطالبة بالزكاة على الأموال القابلة للنماء.
8. كيف يتم التعامل مع الزكاة في أول سنة لتأسيس المؤسسة؟
إذا بلغ رأس المال أو الأصول النصاب عند التأسيس، تبدأ المؤسسة في احتساب الحول من ذلك التاريخ.
ولا يُشترط أن تنتظر نهاية السنة المالية؛ بل يُحسب الحول من يوم توفر النصاب، وتُزكّى الأموال إذا مرت عليها سنة قمرية كاملة.
9. هل يتم احتساب الزكاة على المخزون بنهاية السنة أم خلال العام؟
تُحتسب الزكاة على المخزون في نهاية الحول فقط.
ويتم تقييم المخزون بسعر السوق الحالي في يوم الزكاة، وليس بسعر التكلفة. ويشمل المخزون البضائع الجاهزة والمواد الخام وكل ما هو معدّ للبيع.
10. هل يمكن جدولة دفع الزكاة أو تقسيطها؟
نعم، في بعض الحالات يمكن ذلك.
تُتيح الهيئة جدولة المستحقات المالية (بما فيها الزكاة) بناءً على طلب رسمي، إذا ثبت أن المؤسسة تمر بظروف مالية صعبة. ويجب تقديم مبررات ووثائق تؤكد ذلك، ويكون ذلك وفقًا لتقدير الهيئة.
11. كيف أتعامل مع التغيرات في أسعار الذهب عند تحديد النصاب؟
يُستخدم سعر الذهب اليومي (عيار 24) لتحديد نصاب الزكاة.
ويتم الرجوع إلى السعر في اليوم الذي يُحتسب فيه الحول. وإذا بلغ المال ما يعادل 85 جرامًا من الذهب، فقد تحقق النصاب ويجب إخراج الزكاة.
12. هل المؤسسة التي تعمل بالخسارة معفية من الزكاة؟
ليس دائمًا.
الخسارة المحاسبية لا تعني بالضرورة الإعفاء من الزكاة. إذا كانت المؤسسة تمتلك أصولًا زكوية بلغت النصاب – مثل النقد أو البضائع أو الاستثمارات – فإنها ملزمة بدفع الزكاة، حتى لو كانت النتائج المحاسبية سلبية.
خاتمة المقال
يمثل حساب الزكاة والدخل للمؤسسات التزامًا شرعيًا ونظاميًا لا يمكن تجاهله، خاصة في بيئة اقتصادية تتطلب الشفافية، والتنظيم المالي، والتوافق مع اللوائح الرسمية. فهم آلية حساب الزكاة بشكل صحيح، والتمييز بينها وبين الضرائب، وتقديم الإقرارات في مواعيدها، كلها خطوات أساسية تساعد المؤسسات في تحقيق الامتثال، وتفادي المخالفات، وبناء سمعة مالية قوية. الزكاة ليست مجرد التزام، بل استثمار روحي واقتصادي يسهم في تنمية المال والمجتمع على حدٍ سواء.